الحياة المدرسية 2022
مقدمة
ركزت وزارة التربية الوطنية المغربية، في الآونة الأخيرة، بعد صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين، على ضرورة تنشيط الحياة المدرسية، وتفعيل أدوارها ابتداء من الموسم الدراسي 2004/2003
م. كما تنص على ذلك المذكرة الوزارية رقم (87)، المؤرخة ب 10 يوليوز 2003م لتتمكن المدرسة أو المؤسسة التربوية السائدة من تجاوز وظيفتها التقليدية المحصورة في تقديم المعرفة النظرية الجاهزة، و استبدال إدارتها التربوية المنغلقة على نفسها بإدارة أكثر ديمقراطية وانفتاحا، ولاسيما أن المدرسة المغربية السائدة تهتم فقط بتنفيذ التعليمات الرسمية دون إشراك جهات أخرى فاعلة ونشيطة ودؤوبة في ذلك.
أما المدرسة التي ينشدها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، فهي مؤسسة تربوية منفتحة على محيطها السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، واللغوي. وبالتالي، تتسم هذه المدرسة بالحياة والإبدا والخلق والابتكار، ويسهم فيها متعلموها وأطرها وإداريوها، بشكل جماعي، تخطيطا، وتنظيما، وقيادة، ومراقبة. كما يتحملون كلهم عبء المسؤولية تسييرا، وتدبيرا ، وتنظيما. كما أنها مدرسة المواطنة الصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان، يشعر فيها المتعلم بسعادة التلمذة من خلال المشاركة الفعالة في أنشطتها مع باقي المتدخلين التربويين وشركاء المؤسسة الداخليين والخارجيين.
ويعني هذا أن الحياة المدرسية في حاجة ماسة إلى مساهمة كل الأطراف المعنية بالتربية والتكوين لتفعيلها وتنشيطها وتدبيرها ماديا ومعنويا قصد خلق مدرسة حديثة مفعمة بالحياة، وقادرة على تكوين إنسان يواجه التحديات الاقتصادية ، والاجتماعية، والثقافية، والتكنولوجية.
تحميل الكتاب