last posts

المبادئ القيمية الموجهة لأخلاقيات المهنة

 

المبادئ القيمية الموجهة لأخلاقيات المهنة


مقدمة

تُعَدُّ أخلاقيات الوظيفة العامة من أساسيات النجاح، لأنها تعكس ثقة الإدارات بمواردها البشرية، وأجهزتها التنظيمية؛ إذ الالتزام بالأخلاقيات المهنية سوف يقود إلى  تحسين أداء العاملين ، وبالتالي تحسين رفاهية المجتمع من الخدمات التي تقدمها الوزارات والمؤسسات والهيئات والسلطات الحكومية من خلال مرافقها العامة، كما  يُبرز مدى الاهتمام الذي يُوليه  الموظفون للالتزام بمبادئ هذه القيم الأخلاقية والاعتبارات القانونية والسلوكيات الإيجابية، التي عمل الإنسان على صياغتها مع مرور العصور، انطلاقا من القيم الأخلاقية والحضارية  النابعة من الشرائع السماوية للمجتمعات، أو من خلال التقاسم والتلاقح الثقافي  والفكري للقيم الإنسانية، أو من خلال  ما راكمه من تجارب للقيم المهنية السائدة.

فَفَاعِليَّةُ الإنسان وكفاءتُه يرتبطان ويتأثران، بإيمانه العميق واقتناعه بهذه المُثل جميعاً؛ وحيث إن عدم الالتزام بها سوف يؤثر بشكل مباشر وسلبي، على سمعة وهيئة المؤسسات، وبالتالي فشل المنظومات، والحكومات والسياسات التعليمية.

فما هو مفهوم هذه القيم؟ وما هي المبادئ القيمية المؤسسة لها على مستوى الحقوق

 والواجبات، وعلى مستوى المسؤولية القانونية والمهنية؟

تحديد المفاهيم :

أ / تعريف القيم الأخلاقية  :

 من أبسط ما قيل في المعاجم اللغوية حول معاني الجذر اللغوي لكلمة (القِيَم) : أنها

 جمعٌ لكلمة قيمة، تقول: شخص ذو قيمة، أي أنه يمتاز عن أقرانه بكثير من الصفات،

 وشيء ذو قيمة، يرغب النّاس فيه عن غيره، والقيمة هي الشيء ذو القدر العالي في

 المقدار أو الثمن، وقد عُرّفت القيم في اصطلاح العلماء: أنها مجموعة من الصفات

 النبيلة التي جُبل عليها الإنسان، وفُطر عليها، أو اكتسبها بفعل الاحتكاك الاجتماعي مع

 من حوله؛ فتشكّل على إثرها قِيَمَهُ الخاصة، والتعبير عن القيم لا يكون بالكلمات فقط،

 وإنّما صاحب القيم، هو من يُوافق فعله قولَه، ويُعرّفها البعض بأنها: مجموعةٌ من

 الأخلاق الكريمة التي أمرت الشريعة الإسلامية الإنسان بتحرّيها؛ حتى تنعكس على

 سلوكه مع نفسه ومع غيره، وبالتّالي ينعم المجتمع بالرّفاهيّة والرخاء، وتسود بينهم

 المودة والمحبة، وتنتشر بينهم الأُلفة والطمأنينة.


تحميل العرض



Comments



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-