الدليل المنهجي لتدريس مادة التربية الإسلامية بالسلك الثانوي
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
مما لا شك فيه أن صناعة الإنسان هي أصعب صناعة، وأن بناء الإنسان هو أخطر وأهم وأعقد بناء، وإن المدخل الأقوم لهذه الصناعة ولهذا البناء في التربية السليمة الصحيحة القائمة على الإستجابة لحاجات الإنسان حسب مراحل نموه وتطوره، على مستوى المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات والمواقف والاختيارات.
ومادة التربية الإسلامية من المواد الدراسية التي تسهم بشكل كبير ومؤثر في الاستجابة الحاجات المتعلمين من السلك الابتدائي إلى الثانوي، فقد ورد في تعريف مادة التربية الإسلامية في المنهاج المراجع -يونيو2016- " التربية الإسلامية مادة دراسية تروم تلبية حاجات المتعلم (5) الدينية التي يطلبها منه الشارع، ح ب سير وراته النمائية والمعرفية والوجدانية والأخلاقية وسياقه الاجتماعي والثقافي، ويدل هذا المفهوم على تنشئة الفرد وبناء شخصيته بأبعادها المختلفة الروحية والبدنية، وإعدادها إعداد شاملا ومتكاملا، وذلك استنادا إلى:
أ- المبدأ: ضرورة الاستجابة للحاجات الدينية الحقيقية. ب- الغاية: اكتساب القيم الأساسية للدين المتمركزة حول قيمة "التوحيد".
ج- المداخل: "التزكية " و "الاقتداء " و "الاستجابة " و "القسط " و "الحكمة ".
وانطلاقا من الأهمية المنهاجية والمكانة التربوية للمادة في المنظومة التعليمية، فإن أستاذ المادة مطالب بالتمكن من كل الكفايات المرتبطة بتدريسية المادة والابداع في حسن استيعابها والإحسان في تنزيلها، وتبسيط مفاهيمها ومواردها.
وفوج " التميز " الذي اشتغلنا معه، خلال هذه السنة التكوينية 2019 بالمركز الجهوي المهن التربية والتكوين بأسفي، على انتاج هذا الدليل المنهجي، من الأفواج الطيبة المباركة التي تمثلت قيم التميز والاجتهاد والابداع والإحسان والمثابرة والتعاون، دل على ذلك مبادراته النوعية وأنشطته الجميلة
هذا الدليل المنهجي الذي يعتبر مخرجا من مخرجات الاشتعال الديداكتيكي الهادف، خلال مجموعة من الحصص التي كانت تتحلى بحوارات عميقة ونقاشات دقيقة تتجاوز في كثير من الأحيان الوقت المخصص لها، بما يقدمه أساتذة الموج من نظرات ثاقبة وتوجيهات صائبة، بعدل كل فرش نظري أو عرض علي، الغاية منها مقاصد نبيلة وأهداف جليلة.