last posts

الإدارة التربوية

 

الإدارة التربوية


مقدمة السلسلة

منذ ۲۵ عاما عقد في دار الفكر العربي اجتماع ضم نخبة من أساتذة التربية في جميع التخصصات التربوية لمناقشة إصدار سلسلة المراجع في العلوم التربوية، وكان هناك اتجاهان ، الاتجاه الأول: قوي و كثير الأتباع، والاتجاه الثاني : ضعيف و قليل الأتباع، الاتجاه الأول يرى أن تكون مراجع السلسلة علمية بحتة ومن ثم حيادية وألا تكون أحادية الاتجاه كما يقولون أو إسلامية التوجه كما يقصدون، ومن الأفضل أن تضم مسلمين وعلمانيين ومسيحيين وقوميين من جامعات مختلفة وتخصصات متعددة، ودار نقاش وحوار بين الإخوة الزملاء انتهى إلى الأخذ بالاتجاه الأول، وتكونت لجنة من الأساتذة المتميزين في تخصصاتهم للإشراف على تلك السلسلة والتي أثمرت بالفعل مجموعة متميزة من المراجع في العلوم التربوية، كانت لها مكانتها العلمية وسمعتها المحترمة في الجامعات المصرية والعربية والإسلامية، وكان من فضل الله أن تم اختياري بإجماع الزملاء كأحد أفراد لجنة الإشراف على السلسلة، وأن أشارك فيها النقاشات حول كلي كتاب صدر بالسلسلة، وإن كان في كتاب أعتبره أفضل ما كتيت حتى الآن حول المنهجية الإسلامية في البحث - التربية نموذجان النظرية والتطبيق" والذي درسته في مصر والسعودية والإمارات العربية وعقدت حوله دورات وورش عملي في معظم كليات التربية في مصر ما زادني إيانا بسلامة الطريق الذي أسير فيه منذ أن كنت طالبا في الماجستير بجامعة عين شمس "الماجستير بعنوان: الآراء التربوية في كتابات ابن سينا إلى أن حصلت على الدكتوراه من جامعة إكستر "Exeler" بإنجلترا عن تطور التعليم في الأزهر ۱۸۸۲ - ۱۹۸۲م. 1982-1882

ثم كان إنتاج العلمي كله في حقل التربية الإسلامية منذ أن كنت مدرسا بقسم أصول التربية جامعة المنصورة إلى أن أصبحت أستاذا بقسم أصول التربية، ورئيس قسم أصول التربية، فمقررا للجنة العلمية لترقية الأساتذة والمدرسين المساعدين في التربية ثم اللجنة العليا للتربية وعلم النفس والمناهج، وهذا كله من فضل الله وتوفيقه.

ثم مرت السنون الطوال وأعبث بجلطة في المخ منذ شهور وخلال نهاية شهر رمضان المبارك، ولكن إرادة الله ولطفه قد جعلني أجتاز تلك المحنة الصحية لأخرج منها خسائر الجسد واهن العضلات والأعصاب ولأخضع لعلاج طويل وشاق لإعادة انتظام السكر والضغط والحرارة ووهن العضلات والأعصاب، ثم ينتهي ذلك ببعض المشاكل في المسالك البولية، وبعد شهر من تلك الرحلة العلاجية الشاقة ، بدأت أدخل في موجات صحي وقدرة على التفكير والتأمل، ومناقشة نفسي هل فعلا العلوم التربوية: الأصول، وعلم النفس، والمناهج، والفروع العديدة لها من الأفضل أن تظل بعيدة عن هداية القرآن ، ألا يمكن أن يضيف القرآن جديدا لتلك العلوم، ألا يمكن أن تكون تلك العلوم أكثر رشادة عندما تحتوي على هداية القرآن في معنى الإنسان، وأهداف التربية، ونوع الحياة الطيبة، وأنواع العلم ومصادر العلم المعرفي، ورسالة العلم و المناخ التعليمي المهتدي، ويحير الأوقاف الإسلامي الجاري - والذي لا ينقطع - الذي يكفل التعليم لكل إنسان ، ولكي تكون المعرفة مهتدية بداية السماء، ولا تكون بعيدة عن تلك الهداية ؟ ألا يمكن للقرآن أن يقدم نورا للتربية وأهدافها وإنسانها وعملياتها ومدارسها كفيل في عصور الازدهار الإسلامي الذي أنتج العلم والعلماء في جميع التخصصات الذين يجمعون بين هداية الوحي وهداية آيات الله الكونية أو کما يقول د. طه جابر العلواني - رحمه الله -: الجمع بين القراءتين قراءة الكون و قراءة الوحي"، ولذلك قررت أن أنذر ما تبقى من عمري لإصدار تلك السلسلة وأن أستكتب خيرة من عرفت من الأساتذة التربويين الفضلاء، راجيا أن يكتب الله النجاح لتلك السلسلة، بل أن تكون أقرب لحقل كل من: القارئ، والطالب، والباحث التربوي ووجدانه.

وخلال مراسلى الصحو أيضا قررت ضرورة مراجعة ما كتبت في حقل التربية الإسلامية، ووجدت أنها لم تعط القرآن الكريم حقه ووزنه في التحليل والتعليل وخلال صفحات کلی در اسمة، كما أنه لم يكن مهيمنا على تلك الكتابات بل كان أحد المصادر، وقد اجتهدنا في تخريج الأحاديث النبوية الشريفة تخريجا علميا دقيقا - قدر المستطاع - وذلك بالاستعانة بالمتخصصين في ذلك، في كتب السلسلة.

تحميل الكتاب



Comments



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-