كتاب لعبة الأمم
مقدمة المؤلف
ماهي الأسباب
التي حملت كلا من البريطانيين والمصريين حتی ينقضوا الاتفاقيات المتبادلة فيما
بينهم مما ادى الى نقاش عام 1954؟ ماذا نتج عن سقوط مصدق في ايران ؟ ما الذي جعل
الناصريين يترأسوا الحرب الأهلية في لبنان سنة ۱۹۰۸ وعلى مرأى من البحريين الأميركيين ؟
لماذا تباطأ ناصر في الحرب مع اسرائيل في الوقت الذي كان الخطر يمنيه بالنصر مع
العلم انه استشار قواده في ايار سنة ۱۹۹۷ وكان مهيئا لها ؟ أن المؤرخين يصرفون
النظر عن هذه الأسرار وغيرها الا في الحالات النادرة ، لانهم يرفضون العبارة
القائلة : ((القصة تولدالقصة » أو «الحدث يولد الحدث) ويتريث الدبلوماسيون الذين
كتبوا سيرة الاحداث احيانا لاعتبارات سرية واحيانا اخرى لان الافصاح عن احداث
بكاملها يعتبر مضرا بالشعوب ، وعندما كنت أعد هذا الكتاب اطلعت بعض الدبلوماسيين
على مسودته فانحی علي باللائمة لاني « كشفت عن اشیاء کان الأجدر أن تنسى » وحفاظا
على سمعة وطني وسمعة الجهاز الذي اعمل فيه .. ولكني عارضته كليا ورفضت الاخذ
بآرائه
.
أولا ، لاني اشك
في أن المواطنين الأذكياء قد يأخذون بوجهة نظر قادة
دولتنا وخاصة ما علموه ، مثلا ، من کتاب روبرت كندي حول الأزمة الكوبية في عام ۱۹۹۲
۰ کان کندي
يودنا أن نصدق آن قرارات حكومتنا في هذه الحالة صيفت بواسطة رجالنا الأذكياء وان
هؤلاء يعملون ويصارعون من اجل المستقبل والحفاظ على الجنس البشري ، يجلسون ساعات
طوال في قاعة فسيحة في البيت الأبيض يفلسفون میراثنا ومثلنا العليا ، فان هم
استطاعوا التأثير على مجموعة وجعلها تسير في ركابهم ، لفعلوا ، الا ان هناك مجموعات
عديدة تفلت من ایدیهم •
وهنا يحدث تضارب في الآراء ينجم عنه الشقاق في المجتمع سيؤدي الى تفكك في
الاهداف والمبادىء التي يعمل من اجلها كل مواطن !
واحيانا تكون النظريتان على طرفي نقيض .. انما يستطيع الرئيس احداث تغيير ،
احيانا ، في الجهة الاليفة من القفية ... وهذا يبدل نظرة اساسية في المسائل كلها
وخاصة من حيث جذرية أنوضوع وعمق اهدافه .
ولكن ماذا يحدث عندما تكون المسألة مسألة حياة وطنية؟ وهنا يدخل دور الدبلوماسية .. فعندما يفخر مواطنونا في الجبهة القوية من قوة الأخلاق التي تقدمها امتنا ، عندئذ فقط يمكنهم الخلود إلى النوم والراحة واثقين من أن خلف هذه الجبهة انس يعملون فعليا وقادرين على دحر السوفيات والرد على الخيانة بخيانة مثلها . اننا نعمل مؤمنين بالشرف وهدفنا الأعلى ما قاله بنجامین فرانکلین « انها احسن سياسة ». والسياسة ، منطقيا ، هي تقديم للاحداث وليست انتهاكا لحرمة القانون .
تحميل الكتاب