نظريات التعلم و المقاربة بالكفايات
تقديم :
يتفق الجميع على أن للمتعلم قدرة أساسية على التعلم. لكن تصورات التعلم في
الوضعية الدراسية تتباين وتتشعب حسب التوجهات.
لعل من أكثر التصورات شهرة تلك التي تعتبر أن اكتساب المعارف
والمهارات يتم حسب صيغة خطية تراكمية وهو
ما يعرف ببيداغوجيا الأهداف ، إلا انها عرفت قصورا تجلى في محدوديتها المتمثلة في
تجزيء التعلمات وافتقادها للمعنى. وفي الوقت الحاضر، لا تقصي المناهج بيداغوجيا
الأهداف، ولكن تعتبرها غير كاملة.
لنتوسع الآن في تصورات اخرى للتعلم، تصورات مرتبطة بتوجهات أخرى ساهمت في
بلورة المقاربة بالكفايات.
مفهوم التعلم
يكتسي التعلم دلالات متعددة وفق مختلف النظريات التي تناولته بالدراسة
والتحليل وهو النشاط الذي بموجبه يكتسب الفرد المعارف والمواقف والمهارات التي
بموجبها يشبع حاجاته ودوافعه.
وبهذا المعنى يصبح التعلم عملية تغير دائم في سلوك الإنسان، مع العلم أن
التعلم لا يشمل كل تغيير يطرأ على سلوك الإنسان ، وذلك لأن نشاط الإنسان بفعل
عوامل النضج والاستجابة الأولية والإرتكاسات (Réflexes) لا يعتبر
تعلما: فوقوف الطفل على قدميه نتيجة نموه الطبيعي لا ينظر إليه على أنه تعلم، لأن
التعلم عملية تحصيل لسلوك أو تصرف معين شريطة ان يتم هذا التحصيل (الاكتساب)في
وضعية محددة (الوضعية التعلمية)، و من خلال تفاعل فعلي بين الشخص المتعلم وموضوع
التعلم.